رؤى وتطبيقات في التفكير والبحث والسلوك
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإن مشروع المنهجية الإسلامية يُعدّ من أهم المشاريع الفكرية والمعرفية في إطار مشاريع النهوض الحضاري الإسلامي، لما له من أثر كبير في تشكيل الوعي وتوجيه الفكر وبناء الأجيال.
وقد تزامن الاهتمام بمشروع المنهجية الإسلامية مع بدايات القرن العشرين، حين شعر المصلحون المسلمون بحاجة الأمة إلى مراجعة التراث ومناهج التفكير والبحث، في ظل تعاظم الهيمنة الغربية وسيطرتها على مفاصل الحياة، بما في ذلك المجال المعرفي والفكري.
وكان الهدف من هذا المشروع هو بناء منهجية أصيلة مستمدة من تراث الأمة ومنظومتها الفكرية والقيمية، تمّكن المسلمين من فهم واقعهم بعمق، ومن ثم بناء حضارتهم ونهضتهم من جديد.
وقد تجلّت أهمية هذا المشروع في:
1- إعادة اكتشاف التراث الفكري والمعرفي الإسلامي وإحيائه، واستلهام المنهجية الأصيلة منه.
2- الخروج من التبعية المعرفية للغرب، وبناء القدرات الذاتية في مجالي المعرفة والفكر.
3- تشكيل الوعي الحضاري وترسيخ الهوية والانتماء لدى أجيال المسلمين.
4- تمكين الأمة من فهم واقعها بعمق، ومن ثم وضع الحلول المناسبة لمشكلاتها.
5- إرساء قواعد بناء الحضارة الإسلامية المعاصرة على أسس صحيحة ورصينة.
وقد مر مشروع المنهجية الإسلامية بمراحل تطور عديدة، بدءًا من محاولات الإصلاح في بدايات القرن العشرين، مرورًا بمدرسة المناهج، ثم مدرسة التراث، ثم محاولات تأسيس المناهج الحديثة من منظور إسلامي معاصر.
واليوم، ما زال هذا المشروع يواجه الكثير من التحديات، أبرزها: